نتعرّف مرارًا بمواهب عربية فذة في تصميم السيارات وهندستها، ولدينا اليوم مُبدع سوري أذهلنا بنموذجٍ صمَّمه حصرًا للاشتراك بمسابقة… تصوَّر ما سيكون عليه أداؤه لو ارتبط الأمر بصنع سيارة حقيقية!
المهندس أيوب أحمد، نجم اليوم، درس الهندسة المعمارية في جامعة دمشق، ويُقيم حاليًا في دبي حيث يُدير مكتبًا خاصًا للتصميم. يهتم أيوب بالهندسة المعقدة والتصنيع الرقمي ومنهجيات التصميم المتقدمة وتقاطعاتها مع الفن الرقمي والتصميم المعماري. كما يحاول باستمرار استكشاف القدرة على ربط مهام سير عمل التصميم بالاستراتيجيات الحسابية Computational design، وتقنيات النمذجة البارامتريه Parametric design لتقليل تعقيدات التصميم….
نتفهّم أنك لا تعرف الاختلافات بين أنواع التصميم السابقة، لذا يُمكننا تبسيط الأمر بالقول أن المهندس أيوب يهتم بالتصميم المعماري وتصميم السيارات والأزياء والمجوهرات.

سيارة هجينة خارقة بالطباعة ثلاثية الأبعاد
يرتبط موضوع اليوم بتصميم سيارة أبدعها المهندس أيوب وسمّاها HV-001، والأحرف في بداية الاسم اختصار لـ Hybrid Vehicle وذلك يعني ببساطة سيارة هجينة.
تخيّل المهندس أيوب سيارة خارقة بنظام دفع هجين، يتكون من محرك بثماني أسطوانات V8 مع ضاغطين توربينيين يدفع العجلتين الخلفيتين، في حين أن المحركين الكهربائيين مثبتين على المحور الأمامي، ويستمدان طاقتهما من مكثف فائق (بدلًا من البطاريات التقليدية) لتقليل الوزن والحجم، والخروج بأداء رفيع.

المُهم بالنسبة لنا ليس تحديد شكل ومكونات نظام الدفع، وإنما التصميم العام الذي يمكن ببساطة التعامل معه كعمل فنِّي مُذهل؛ تشعُّبات عديدة وتفاصيل ذكية، يضاف لها حقيقة غريبة: أن السيارة بلا ألواح تقليدية للجسم!
لا شك أنك تتساءل؛ كيف لأي كان صُنع سيارة كهذه، فالشبكة المُكوِّنة للسيارة مُعقدة فعلًا ويكاد يستحيل إنتاج نموذجين متطابقين مع كل هذه الزوايا والتفاصيل. لكن المهندس أيوب صمم السيارة بحيث تُصنع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وهي تقنية تُلاقي اهتمامًا متزايدًا في شتى أنواع الصناعة (تعرف على بعض السيارات التي تعتمدها هنا).
تُقلل الطباعة ثلاثية الأبعاد المادة الخام المطلوبة للمُنتج، ويرافق ذلك خفض في الوزن والتكلفة. ومع تقليل وزن أي مركبة يرتفع الأداء وتتحسّن المطواعية، كما يقل الاستهلاك. إنها معادلة ناجحة بالتأكيد وتنتظر أن تتطور الطابعات ثلاثية الأبعاد وتزيد سرعتها لتصبح متاحة فعلًا للعوام.

يقول المهندس أيوب أن تصميم هذه السيارة اعتمد أساسًا على مزيج بين نمذجة شبكة المضلع والنمذجة الإجرائية حيث أتت النتيجة النهائية قريبة من التراكيب الحيّة. ولا يُخفِي أيوب سرًا بتأكيده أنه طالما كان مفتونًا بأشكال السوائل الطبيعية والتراكيب الحيوية والهندسة المعقدة والأنماط التي يمكن العثور عليها في الطبيعة.
أخرج المهندس أيوب أحمد تصميمًا رائعًا بالفعل، نتمنّى أن يتطور مستقبلًا ويتضافر مع المواهب العربية في تصميم وصناعة السيارات لنرى سيارة عربية حقيقية. هناك العديد من الأعمال الجميلة للمهندس أيوب، يمكن الاطلاع على بعضها عبر الرابط هنا.









